

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لا يوجد بيت إلا وفيه عمار، وهذا ما أخبر به النبي ﷺ. وأريد أن أوضح لك أن العمار طبيعتهم وسلوكهم تشبه طبيعة وسلوك الإنسان، وذلك مثبت في أحاديث المصطفى ﷺ. ركز معي جيدًا، وأعرني انتباهك.أولًا، كان أبو موسى الأشعري يصلي في بيته، فدخل أحد الصحابة لزيارته، وكانت البيوت في ذلك الزمن مسقوفة بالقش والبوص. رأى الصحابي ثعبانًا في سقف البيت، فحاول قتله، لكن أوقفه أبو موسى الأشعري وقال له: «أما علمت بخبر الفتى الذي كان في غزوة الخندق؟» فأجابه الصحابي بأنه لا يعلم، فأخبره أن النبي ﷺ نهى عن قتل أي شيء يظهر في البيت إلا بعد تحذيره ثلاث مرات.قصة هذا الفتى أنه كان حديث عهد بالزواج، فاستأذن النبي ﷺ ليعود إلى بيته، وعند وصوله وجد زوجته واقفة خارج البيت في حال غير لائق، فأراد ضربها بالحربة، لكنها طلبت منه التريث والدخول لرؤية ما في السرير. عندما دخل، وجد ثعبانًا ضخمًا، فقتله بالحربة، لكنه توفي في اللحظة نفسها. وعندما أخذوا الشاب إلى النبي ﷺ، قال: «إن في المدينة جناً مسلمين، فإذا تعرض لكم شيء من هوامّ البيت فاستأذنوه ثلاثًا، فإن ظهر بعدها فاقتلوه.»التحري عن وجود العمار السيئين يتم من خلال ملاحظة بعض العلامات، مثل اشتعال المصابيح وانطفائها دون سبب، أو احتراقها المتكرر. ومن أسباب أذى العمار هو عدم احترام الطعام، إذ كان أجدادنا قديماً يضعون بقايا الطعام أمام البيت للطيور والقطط والكلاب، والتي قد تكون جنًا مسلمين، فيدعون لصاحب البيت بالبركة ويحمونه من الأذى والسحر والحسد بإذن الله. لذا، لا يجب التخلص من بقايا الطعام في القمامة، بل يجب تقديمها للمخلوقات المحتاجة، كما أوصى النبي ﷺ.إذا لاحظت وجود هذه العلامات، فقد يكون العمار في بيتك مؤذين، لذلك من المهم الالتزام بالذكر، قراءة القرآن، وإخراج بقايا الطعام بطريقة صحيحة لضمان سلامة البيت من الأذى مليء بالصراصير والحشرات، ترشّ وتنظّف لكن بلا فائدة. تجد رائحة الملابس في الدولاب كريهة، والجدران مليئة بالخدوش والكتابات. يظهر الدود في المطبخ دون معرفة مصدره، وتشعر بمرور خيال بجانبك أو بأنفاس خلفك أثناء نومك. يستيقظ أطفالك في الليل مذعورين ويبكون، ويعمّ القلق والتوتر أجواء المنزل. لا راحة بينك وبين زوجتك، وتشعر بضيق في الصدر عند دخول البيت. الطبخ لا ينجح، والأطفال لا يهدؤون، والمشاكل لا تتوقف. كل هذا يشير إلى وجود عمار سيئين. قد يظهر العمار في هيئة ثعبان أسود، فلا تقتله فوراً بل حرّج عليه بالله أن يغادر. إن عاد، اقتله كما أمر النبي ﷺ. لا تعتدِ على أي مخلوق قبل التحري، فقد يكون جنياً مسلماً. احذر الاعتداء على القطط أو الكلاب التي تتردد حول المنزل. في إحدى القرى القديمة، كان هناك منزل مسكون يصاب داخله بالجنون أو الموت. استأجره طالب علم، فظهر له جني مسلم أثناء صلاته. أخبره الجني أنه كان يؤذي الفاسقين فقط، لكنهما أصبحا يتسامران دون أذى. في يومٍ ما، استُخدمت عزيمة لطرده، فوقع الثعبان وتمثل في صورة بشر، محذراً الطالب من العودة لأنه سيموت وأهله سينتقمون فما إن خرج الشخص من البيت حتى سمع صراخًا وصياحًا داخله. أريد أن أخبرك أن الجن لديهم مشاعر وأحاسيس تمامًا كالبشر، فلا تظن أنهم لا يفكرون في المحرمات والمعاصي كما تفعل أنت. عندما يكون الشيطان كافرًا ويراك تمارس أفعالًا غير مألوفة أو سيئة، فإنه يتلاعب بك، وهذه مصيبة كبيرة، لأنه بمجرد أن يتمكن منك لن يترك جسدك أبدًا، بل سيحيط بك ويسبب لك المصائب والمشاكل. الثعابين قد تتمثل في المنام، وإذا تكررت رؤيتها في مكان معين، فهذا يدل على أن المكان غير طاهر. والدليل على ذلك ما حدث مع أصحاب النبي ﷺ عندما رأوا ثعبانًا، فطاردوه حتى دخل جحره، فأمرهم النبي ﷺ بأن يكبوا عليه ماءً ويخرجوه ثم يقتلوه، لأن الثعبان له عهد مع إبليس، ولذلك فهو عدو فطري للإنسان، حيث قيل إن إبليس دخل الجنة عن طريق الثعبان عندما أراد أن يوسوس لآدم، وكان للثعبان أربع قوائم. العمار يعيشون معك ويتطبعون بطباعك، فإن كنت صالحًا كانوا صالحين، وإن كنت مذنبًا كانوا مذنبين، لأنهم يتأثرون بك. لتحصين نفسك، تخلص من الصور في المنزل، داوم على الأذكار، شغل القرآن في البيت، واجعل جزءًا من صلاتك فيه. ادعُ الضيوف للطعام في منزلك ليبارك الله لك، واقرأ سور الزلزلة والصفات والمعارج والبينّة والتغابن والجمعة مع سورة البقرة في ماءٍ ممزوج بالملح، ثم رشّه في أركان وجدران البيت، واقرأ آية الكرسي في كل زاوية مع الأذان. بذلك، ستطرد كل أنواع الجن والشياطين، وسيصبح بيتك طاهرًا تملؤه الملائكة. أخبرنا في التعليقات بما يحدث معك، وما رأيته من أمور غريبة، ليشارك الجميع في تفسير الأحلام ويستفيدوا من تجربتك. إن كان لديك أي موقف عن العمار أو شاهدت أمرًا غريبًا، فاكتب لنا. تحياتي لكم، أخوكم يوسف أحمد. دمتم في ودٍّ وأمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.