عائشة قنديشة بين الحقيقة والخيال


بين الحقيقة والخيال، هناك العديد من الخرافات التي يصدقها البعض ويدعي أنها حقيقة، بينما ينكرها البعض ويعتبرها غير قابلة للتصديق. عائشة قنديشة واحدة منها؛ إنها واحدة من أشهر الخرافات التي انتشرت في جميع أنحاء المغرب. سرعان ما تناول العديد من الكتاب قصتها لتكون من بين أشهر القصص في أدب الرعب. وبين الجهل والتخمين والمواثيق التاريخية، تجد جانبًا آخر يروي حقيقة عائشة قنديشة التي أرعبت البعض وأربكت الآخرين.عبر التاريخ، كان النطق بالاسم المخيف “عائشة قنديشة” يثير الرعب في نفوس أشجع الأشخاص.لكن من هي هذه المرأة التي تعيش في أذهان معظم المغاربة بين النبل والخبث، بين الشياطين واللطف؟ هل هي أسطورة، ساحرة، شبح، شيطان، أم لعنة؟ أم أنها مجرد امرأة جعلت من نفسها قصة تُروى؟ هناك العديد من القصص حول هذه الشخصية. هناك من يقول إنها ذات جسد أنثوي جميل وأقدام ناقة أو معزة، تغري الرجال بجمالها وتعيش في أماكن يوجد فيها ماء مثل الوديان. وهناك من يقول إنها امرأة مغربية قتل زوجها على يد الاستعمار البرتغالي في الفترة بين القرن الخامس عشر والثامن عشر، فقررت أن تنتقم وأصبحت مقاومة شرسة ضده.ويقول البعض إنها كانت كونتيسة أو أميرة أندلسية طردت من الأندلس، وعندما جاءت إلى المغرب بدأت تقاوم المستعمر.هناك العديد من القصص التي رويت عن هذه الشخصية، ومعظمها أو جميعها منحبطة بطريقة تجعل من الصعب القول ما إذا كانت هذه شخصية حقيقية أم مجرد أسطورة. جميع القصص المرتبطة بها محض خيال. لا يمكنك الحديث عن عائشة قنديشة دون استحضار مرادفات الخوف والرعب؛ إنها لغز محير حتى يومنا هذا بالنسبة للمغاربة الذين يعتقدون أنها لا تزال تظهر في الشوارع المظلمة، وبعضهم يصر على أنها شخص حقيقي رحل إلى دار البقاء منذ زمن طويل. اسمها عائشة الكونتيسة أو عائشة القديسة.أكثر شيء مرعب في هذه القصة هو أن هناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنهم رأوها في الواقع وهي ليست بشرية. وهذا ما قاله لاعب في فريق أطلس عندما كانت حافلتهم تتحرك ببطء على الطريق الصحراوي الواصل بين أغادير وأصيلة في منتصف الليل. كان الجو داخل الحافلة مليئًا برفقة متعبة، اللاعبون المتعبون من يوم طويل من السفر والمنافسة كانوا إما يخفون أو يحدقون في الظلام بالخارج. فجأة، كسر أحد اللاعبين الصمت بشهيق حاد أوقف الحافلة. صرخ وكان صوته يرتجف بمزيج من عدم التصديق والخوف. مذعورًا، انحرف سائق الحافلة إلى التوقف مما أيقظ الجميع. “ماذا يحدث؟” طالب محمد قائد الفريق وصوته مشوب بالقلق. امتزج الفضول بالقلق عندما نظر سائق الحافلة ومحمد من النافذة إلى الظلام، مضاء بالضوء الخافت لمصابيح الحافلة الأمامية. وقفت شخصية مغطاة بالرداء الأبيض، وكان شعرها لا بومضة متقدة في الليل. ارتعاش جماعي انتاب فريق أطلس وهم يشاهدون بصمت مدهش. “من يمكن أن يكون هنا في وسط اللامكان في هذه الساعة المتأخرة؟” بمزيج من الحذر والفضول، قرر الثلاثي التحقيق بشكل أكبر. نزلوا من الحافلة واقتربوا من الشخصية الغامضة بقلوبهم تخفق في صدورهم. بينما اقتربوا أكثر، بدأت التفاصيل في الظهور. بدا الشكل شبه أثيري، مغمورًا في توهج ضوء القمر الناعم. ولكن كان التركيز في نظراته المخروقة وغير من هذا العالم هو ما أرسل قشعريرة في عمود نعيمه الفقري. “من أنت؟” تمكنت من إخراج صوتها بالكاد همست. أكد محمد أيضًا قصة نعيمه وأضاف: “التقت عيناي بعينيها بعدما استدارت نحونا وعادت بسرعة كبيرة. لا أصدق أنها جنيّة، لكن لدي شعور بأنها ليست بشرية.” تقول الأسطورة لديها طريقة خاصة لجذب ضحاياها، خاصة الرجال، حيث تستمتع بقتلهم وتتقن طريقة التعذيب ثم تتغذى على لحم ودم أجسامهم. إحدى القصص تحكي أن عائشة قنديشة قامت ذات مرة بإعاقة طريق الرجال الذين كانوا يعيشون في القرى، وكانت على وشك إيقاعهم في شراك فتنتها، لكنهم تمكنوا من الهرب منها عن طريق حرق عمائمهم أمامها بعد أن لاحظوا شيئًا يميزها عن باقي النساء وهو قدماها اللتان تبدوان مثل الجمل. الطريقة الوحيدة للهرب منها هي مفاجأتها بالنار لأنها تعتبر نقطة ضعفها. بقدر ما يبدو مرعبًا، قد تكون هذه القصة مجرد أسطورة قديمة رويت على ألسنة أجدادنا قبل النوم أو عندما نسيء التصرف، أو قد تكون حقيقة قاسية اضطر القليل إلى مشاهدتها. والآن سألقي بك في الجهة الأخرى.