مقبرة تحت منزلي تفتح بوابة الى عالم اخر


أنا أحمد، شاب في أوائل عمري، أعيش في حي قديم من أحياء القاهرة. منزلي مكون من طابقين، لكنه يحمل قصة غريبة ورهيبة لم أكن أتخيل أن أكتشفها يومًا. كانت الحياة هنا هادئة وكأن الزمن قد توقف، لكن كل شيء تغير في ليلة عاصفة.في تلك الليلة، كنت أستعد للنوم بعد يوم طويل من العمل، فجأة سمعت صوتًا خافتًا يأتي من تحت الأرض، كأنه همسات أو أنين يختلط مع صرخات الرياح. حاولت تجاهل الصوت، لكن الفضول بدأ يستحوذ عليّ. بعد لحظات من التفكير، قررت أن أكتشف مصدر الصوت. سلّمت على عائلتي وبدأت أنزل إلى الطابق السفلي، حيث كانت هناك غرفة مهجورة لم أفتحها منذ سنوات.كلما اقتربت من الباب، كانت الهمسات تزداد وضوحًا. فتحت الباب ببطء، فإذا بي أرى سلمًا يؤدي إلى قبو مظلم. كان المكان كئيبًا والجو يعبق برائحة عفن قديم. مع كل خطوة كنت أنزلها، شعرت بشيء غريب يراقبني، لكنني لم أستطع التراجع. كان الفضول يدفعني إلى الأمام.في القبو، اكتشفت أشياء قديمة: تماثيل، صور لأشخاص مطمورة في الغبار، وبعض الكتب التي يبدو أنها تعود لقرون مضت. لكن ما أثار رعبي هو وجود تابوت قديم في الزاوية، مغطى بالغبار. عندما اقتربت منه، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. بدافع من الشجاعة، لمست التابوت بيدي، فإذا بأصوات تتعالى في رأسي: “اخرج! اخرج قبل فوات الأوان!”.تراجعت للخلف، لكنني كنت محاصرًا بين الخوف والفضول. فجأة، فتح التابوت ببطء، وشيء ما بداخله كان يستعد للخروج. كان هناك وجه شاحب يظهر من الداخل، عيناه تلمعان في الظلام. ركضت للخارج، شعور الرعب يسيطر على قلبي. لكنني كنت أعلم أنني بحاجة للعودة. شعرت أن هناك شيئًا غامضًا يربطني بهذا المكان.استغرقت بعض الوقت لاستعادة شجاعتي، وقررت أن أبحث في تاريخ منزلي. في المكتبة، اكتشفت أن المكان الذي أقف عليه كان في السابق مقبرة قديمة تعرضت للإهمال بعد بناء المنازل عليها. وكلما تعمقت في البحث، زادت الألغاز حول الروح التي تسكن في القبر. هل كانت تلك الروح حبيسة أم تبحث عن شيء ما؟قضيت أيامًا في التفكير، وفي كل ليلة، كنت أسمع الهمسات تعود إليّ وكأنها تدعوني للعودة إلى القبو. انطلقت في رحلة لفهم ما يجري، لكن الغموض لم يكن في تاريخ المكان فقط، بل في الماضي الشخصي لأفراد عائلتي. اكتشفت أن عائلة أخرى عاشت هنا قبلنا، وكان أفرادها يختفون واحدًا تلو الآخر، وتاريخهم ضاع في طيات الزمن.هل أستطيع حل هذا اللغز أم سأكون الضحية التالية؟ كلما تقدمت في القصة، أدركت أن الحقيقة قد تكون أفظع مما تصورت. كانت الرحلة مليئة بالأحداث المرعبة التي لا تُنسى، وستظل تداعياتها معي إلى الأبد.في تلك الليلة، لم أستطع النوم. كانت الهمسات تتردد في رأسي وكأنها دعوة للعودة إلى القبو. وبينما كنت مستلقيًا في سريري، تذكرت أنني لم أستكشف الكتب التي وجدتها في القبو. شعرت بأن تلك الكتب تحمل الإجابة.في الصباح، قررت أن أعود إلى القبو. كنت أشعر برغبة ملحة في اكتشاف المزيد. تناولت فنجان قهوتي، ثم انطلقت نحو السلم المؤدي إلى القبو. كان المكان مظلمًا أكثر من ذي قبل، لكنني كنت عازمًا على المضي قدمًا.بمجرد دخولي، تذكرت اللحظة التي فتحت فيها التابوت. كان قلبي ينبض بشدة، لكنني تمالكت نفسي وبدأت أبحث بين الكتبفتحت أحد الكتب ووجدت أنه يحتوي على طقوس قديمة وذكر أسماء أرواح لم أسمع بها من قبل. كان هناك شيء غريب يتعلق بالروح التي شعرت بها في القبر. أثناء قراءتي، كان هناك ذكر لمكان يسمى “بوابة الموت”، حيث يُعتقد أن الأرواح تُحبس إلى الأبد. قشعريرة مرت في جسدي وأنا أتخيل كيف أن هذا المكان قد يكون بمثابة بوابة لذلك. كيف لي أن أكون هنا، في هذا المكان الغريب، بينما تُحبس أرواح تحت قدمي؟قررت أن أبحث عن المزيد. اتصلت ببعض أصدقائي الذين كانوا مهتمين بالظواهر الغامضة. في ذلك المساء، جاءوا إلى منزلي. كانت المجموعة تتكون من خمسة أشخاص: سارة، عماد، مريم، رفيق، وفاطمة. “هل أنتم مستعدون للمغامرة؟” سألتهم. كانوا متحمسين، لكن القلق كان واضحًا في أعينهم. بعد أن أخبرتهم بما وجدت، بدأنا نبحث عن طرق للتواصل مع تلك الأرواح.قررنا استخدام الطقوس الموجودة في الكتاب. “إذا نجحنا، قد نكتشف من هي الروح وما الذي تريده”، قال عماد. شعرت أنني أتحمل مسؤولية أكبر من مجرد اكتشاف؛ كنت أريد أن أحرر الروح إذا كانت محتجزة. بدأنا الطقوس في ضوء الشموع الخافت، ومع كل كلمة نلفظها شعرت بشيء غير طبيعي يحدث. كان الهواء يزداد برودة والهمسات تتزايد حتى أصبحت صرخات.في تلك اللحظة، حدث شيء غريب. عبرت الظلال في الغرفة وكأنها تحاول الاقتراب منا. “أوقفوا! لا تتقدموا!” صرخت فاطمة، لكن الأوان كان قد فات. فجأة انطفأت الشموع وعمّ الظلام الغرفة. كانت لحظات من الفوضى والذعر، لكن وسط ذلك شعرت بوجود شيء ما يتقدم نحونا.عندما أضيئت الشموع مرة أخرى، رأينا شيئًا يقف في زاوية الغرفة. كان ظلًا كبيرًا، وجهه مغطى بالضباب وعيناه حمراوان تتوهجان في الظلام. “من أنتم؟” صرخنا جميعًا في نفس الوقت. “أنا تلك الروح المحبوسة”، جاء الصوت وكأن الهواء نفسه يتحدث. “تبحثون عن الحقيقة، لكنكم لا تعرفون العواقب.”في تلك اللحظة، أدركت أنني في عمق اللغز. لم أكن مجرد مكتشف، بل كنت أضع نفسي في خطر أكبر مما تخيلت. تلك الروح كانت مرتبطة بشكل ما بالمنزل وبالماضي المدفون تحت قدمي. “ماذا تريد؟” سألت الروح بشجاعة، بينما كان قلبي ينبض بشدة.أريد أن أتحرر، لكن ليس بدون ثمن”، أجابت الروح. “الذين خدموا المكان سلفًا مدينون لي بحياتهم. إذا كنت حقًا تريد مساعدتي، عليك أن تعرف قصة كل واحد منهم.” شعرت بالذعر، لكنني عرفت أنني لا أستطيع التراجع الآن. كانت القصة أكبر مما تخيلت، وكان لدي الآن مهمة لفهم كل روح محبوسة هنا.أعدك أن أفعل ما أستطيع”، قلت، “لكن كيف أبدأ؟”ابحث في القبو”، قالت الروح، “كل سر فيه يحمل جزءًا من القصة. ارجع إلى المكتبة وستجد كل ما تحتاجه.” وهكذا، انطلقت في رحلة جديدة للبحث عن تفاصيل تلك الأرواح وفهم ما كان يحدث في هذا المكان.القبو كان مليئًا بالأسرار، ومغامرتي كانت في بدايتها. في الأيام التالية، كنت أبحث بشغف في المكتبة القديمة، أفتش عن أي معلومات قد تساعدني في فهم الأرواح المحتجزة تحت منزلي. كانت عائلتي تشعر بالقلق، لكنني لم أستطع إخبارهم بالحقيقة. كان الخطر يزداد وضوحًا، والأسرار التي اكتشفتها في الكتب كانت تعمّق مخاوفي.في أحد الأيام، وجدت كتابًا قديمًا يعود إلى القرن التاسع عشر يحتوي على قصص الأشخاص الذين عاشوا في منطقتي. كل صفحة كانت تحتوي على تفاصيل مرعبة عن تجاربهم. عندما وصلت إلى قصة عن عائلة تُدعى الأحمدي، شعرت بشيء غريب. كانت العائلة قد اختفت تمامًا في ظروف غامضة. “ما الذي حدث لهم؟” تساءلت بصوت مرتفع.في تلك اللحظة، سمعت همسات خافتة تتردد في الهواء. كان الصوت قادمًا من القبو. قررت أن أذهب مرة أخرى، لكن هذه المرة لم أكن وحدي. دعوت أصدقائي للحضور ومساعدتي. عندما وصلوا، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر. كنا نعرف أننا على وشك اكتشاف شيء كبير، لكننا لم ندرك مدى الظلام الذي سيواجهنا.عند دخولنا القبو، كان المكان مظلمًا وباردًا كما كان دائمًا. أضأنا الشموع وبدأنا نبحث عن أي أدلة. كان عماد هو من عثر على صندوق خشبي قديم مغلق بإحكام. “هذا يبدو مهمًا”، قال وهو يزيح الغبار عن الصندوق. “لنفتح”.بينما كنا نحاول فتحه، كانت همسات الأرواح تزداد قوة وكأنها تحذرنا مما سنكتشفه. عندما فتحنا الصندوق أخيرًا، وجدنا مجموعة من الرسائل القديمة وصورًا لعائلة الأحمدي. “هذه العائلة…” قالت سارة وهي تحمل صورة لأحد أفراد العائلة. “يبدو أن هذه هي العائلة التي اختفت. لكن ما الذي حدث لهم؟”بدأنا نقرأ الرسائل، وكانت تحتوي على تحذيرات من وجود كائن غامض يسكن تحت الأرض. في إحدى الرسائل، كتب أحد أفراد العائلة: “لا تدعوا أرواحًا غريبة تخرج من قبورها، قد تعود لتطاردنا جميعًا.” شعرت بالقلق، لكن الفضول كان يدفعني للاستمرار. يبدو أن هذه العائلة كانت تحاول اكتشاف حقيقة لم يكن من المفترض أن يعرفوها.هل يمكن أن يكون هذا هو السبب وراء اختفائهم؟” تساءل رفيق.ربما، لكننا نحتاج إلى المزيد من المعلومات”، أجبت.في تلك الليلة، قررنا إجراء جلسة استحضار أرواح باستخدام الطقوس التي وجدناها في الكتاب. كنا نعرف أن الأمر قد يكون خطيرًا، لكن لم يكن لدينا خيار. كانت الأرواح تطالب بأن تُسمع. عند بدء الجلسة، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر. قلوبنا تنبض بشدة، وكنا نتبادل النظرات القلقة.بدأت سارة بقراءة الطقوس بصوت عالٍ، وكلما تحدثت، كانت الهمسات تزداد حولنا. فجأة، شعرت بهواء بارد يجتاح الغرفة. انطفأت الشموع مرة أخرى، وعندما عادت الأنوار، رأينا شكلاً غامضًا يقف أمامنا. كان ظلًا مظلمًا، وعيناه تتوهجان كالجمر، وصوته مليء بالقدرة والسلطة.من تجرؤون على استدعائه؟” سأل الكائن، صوته يشبه الصدى. “لماذا تحفرون في الماضي؟”كنا مرعوبين، لكن شعرت بشجاعة غريبة تدفعني للتحدث. “نحن نبحث عن الحقيقة. نريد أن نساعد الأرواح التي حبست هنا.”الحقيقة ليست كما تظنون!” رد الكائن. “لا تسألوا عما لا تستطيعون تحمله.في تلك اللحظة، أدركت أنني فتحت بابًا لا يمكن غلقه. الروح التي كنا نستدعيها لم تكن مجرد روح عادية؛ بل كانت مرتبطة بماضٍ مظلم وأسرار عائلة الأحمدي.إذا كنتم تريدون مساعدتي”، قال الكائن، “عليكم أن تجدوا عظام عائلة الأحمدي. هي الوحيدة التي يمكنها تحرير روحي.”كان الأمر يبدو مستحيلاً، لكن لم يكن لدينا خيار آخر. “أين يمكننا العثور عليها؟” سألت، بينما عيناي تركّزان على الظل.في المكان الذي تُركت فيه، تحت سلالم القبر”، أجاب. “لكن تذكروا، هناك ثمن لكل ما تفعلونه.”تبادلت النظرات مع أصدقائي. كنا نعلم أننا على وشك الدخول في رحلة مرعبة، وأن مغامرتنا هذه قد تكشف لنا أشياء تفوق خيالنا.بعد تلك الليلة، لم أستطع النوم مطلقًا. كانت الأصوات والهمسات تتردد في رأسي، كأنها تناديني للعودة إلى القبو. لكنني كنت أعرف أن الخطوة التالية ستغير كل شيء. في اليوم التالي، خططنا لاستكشاف المنطقة تحت السلالم، حيث دفنت أسرار الماضي. لم يكن لدينا أدنى فكرة عن حجم الظلام الذي ينتظرنا هناك.بدأنا نفك شفرة الرسالة بحذر. كانت مكتوبة بلغة قديمة، لكن الكلمات كانت تفيض بطاقة غامضة وكأنها تنبض بالحياة. بمساعدة الكتاب القديم، تمكنا من ترجمة محتواها:إلى من يكتشف هذا، اعلم أن ما تحت هذه الأرض ليس مجرد أرواحٍ عالقة، بل باب لعالمٍ لا يمكن إغلاقه بمجرد فتحه. الأرواح التي تستحضرها لن تعود إلى الظلام بسهولة. إن أردت النجاة، عليك أن تفهم السبب وراء غضبها وتقديم الكفارة التي تطلبها.”شعرنا بارتجاف داخلي عميق؛ لم يكن أمامنا إلا العودة إلى الكتاب لفهم معنى “الكفارة”. قلبنا الصفحات بجنون حتى وجدنا قسمًا بعنوان “طقوس المصالحة”. كانت الطقوس معقدة وخطيرة، تتطلب تقديم شيء شخصي للغاية، رمزًا للتضحية.علينا أن نحاول تنفيذ هذا الطقس، وإلا لن نعرف السلام أبدًا”، قلت بحزم، رغم أن الخوف كان واضحًا في صوتي.في تلك الليلة، اجتمعنا للمرة الأخيرة في القبو. وضعنا العظام في منتصف الغرفة مرة أخرى، وجلب كل واحد منا شيئًا ذا قيمة عاطفية كجزء من الطقس. بدأت مريم تردد الكلمات المطلوبة، وكانت الجدران تهتز وكأن القبو يتنفس معنا.فجأة، ظهرت الروح الغاضبة مجددًا، لكن هذه المرة بدت أكثر هدوءًا. كان صوتها مليئًا بالحزن بدلًا من الغضب:
“لقد فهمتم أخيرًا. هذا ليس فقط انتقامًا؛ إنه خلاص.”بدأت الظلال تتلاشى تدريجيًا، وأصبحت الغرفة أكثر إشراقًا، وكأن النور عاد إلى المكان. لكن قبل أن تختفي الروح بالكامل، أضافت بصوت خافت:
“لقد أنهيتم دوري هنا، لكن الباب الذي فتحتموه سيظل يطاردكم.”صعدنا إلى السطح ونحن نعتقد أن الأمور قد انتهت أخيرًا. لكن عميقًا في قلوبنا، كنا نعلم أن اللعنة لم تنتهِ تمامًا. كل واحد منا عاد إلى منزله تلك الليلة، ونحن نحاول أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي.لكن الظلال لم تختفِ تمامًا.
كانت دائمًا في الزوايا، في الأحلام، في اللحظات الهادئة من الليل. كنا قد أغلقنا فصلًا، لكن القصة لم تنتهِ. ربما لم تنتهِ أبدًا.قديمه كانت الرساله تحمل توقيعا باسم الاحمدي وفيها يحذر من ان المقبره الموجوده اسفل هذا المنزل لم تكن مجرد مقبره عاديه بل كانت مكانا احتجزت فيه ارواح شريره منذ قرون وان من يحاول الكشف عنها سيجلب على نفسي لعنه ابديه لا تنتهي في تلك اللحظه ادركنا الحقيقه المرعبه لم يكن الكائن الذي ازعجنا مجرد روح عاديه بل كان روحا شريره احتجزت في ذلك المكان منذ زمن طويل وبتدخل نحن حررناها ومنحها القوه للعوده في تلك اللحظه بدا القبو يهتز وكان قوه غامضه تحاول ان تبعدنا اسرعنا الى الخارج واغلق باب القبو خلفنا لكن شعور الخوف كان يتسلل الى قلوبنا كنا نعلم ان ما قمنا به كان خطا كبيرا واننا قد فتحنا بابا لا يمكن اغلاقه بسهوله عدت الى منزلي واخذت ابحث في الكتاب القديم عن حل النهائي لهذه المشكله وجدت طقوسا قديمه تدعى طقوس الاغلاق الابدي لكنها كانت طقوسا خطيره وتحتاج الى تضحيه كبيره فكرت كتيرا في اتخاذ القرار لان هذه الطقوس كانت تعني ان احدنا يجب ان يبقى في القبو لاتمامها مما يعني ان الشخص الذي يقوم بها سيبقى مرتبطا بالارواح الشريره الى الابد قررت ان اجمع اصدقائي واخبرهم بالخيار الصعب وكان كل واحد منهم ينظر الى الاخر في رو عب يعلمون ان التضحيه ستكون كبيره لكننا كنا نعلم ايضا ان هذه هي الطريقه الوحيده لاغلاق البوابه التي فتحناها وانهاء اللعنه للابد اجتمعنا في منزلي في تلك الليله وكان الجو ثقيلا كاننا نعلم جميعا ان هذه الليله ستكون حاسمه جلسنا حول الطاوله والكتاب القديم مفتوح امامنا واخذت اشرح لاصدقائي تفاصيل طقوس الاغلاق الابدي كانت الطقوس تتطلب قاء احدنا في القبو حتى نهايه الطقوس ليكون حلقه الوصل بين عالمنا وعالم الارواح مما يعني انه سيبقى عالقا مع الارواح للابد ساد الصمت لثوان طويله ثم تحدث عماد بنبره ثابته رغم علامات الخوف التي تملا وجهه اعلم ان هذا الخيار صعب لكن اذا كان هذا هو الحل الوحيد فانا على استعداد للقيام به قاطعته بسرعه قائلا لا لا يمكنني السماح لك بذلك هذه اللعنه نحن من اطلقها ويجب ان نتحمل المسؤوليه سويا تدخلت ساره وهي تحاول منع دموعها من الانهمار لا يجب ان نجد طريقه اخرى هذه الطقوس خطيره جدا ولا اريد ان افقد احدا منكم نحن اصدقاء ولا يمكننا التضحيه باي منا لكن مع مرور الوقت بدانا ندرك انه ليس لدينا خيار اخر فكلما اقتربنا من منتصف الليل كانت الظلال في المنزل تتزايد وكانت الاصوات الغامضه تزداد وضوحا كان الارواح بدات تشعر بما ننوي فعله اتفقنا اخيرا على ان نذهب الى القبو معا ونجرب الطقوس متمنين ان نستطيع اكمالها بدون التضحيه النهائيه حملنا الشموع والادوات التي احتجناه وسرنا باتجاه القبو بخطوات ثقيله وكان الشعور بالخوف يكاد يشل حركتنا عندما وصلنا الى القبو بدانا في ترتيب كل شيء وفقا للطقوس اشعلنا الشموع وبدانا في تلاوه الكلمات الموجوده في الكتاب وكانت اصواتنا ترتجف من الخوف ومع كل كلمه كنا نتلوها كانت الاجواء تصبح اكثر ثقلا وكان هناك شيئا مظلما يتجمع حولنا فجاه بدات الارض تهتز وشعرنا بقوه غير مرئيه تحيط بنا واصوات الارواح بدات تصرخ من الظلام وكانها تحاول منعنا من اكمال الطقوس في تلك اللحظه اتخذ عماد القرار المفجع امسك بكتفيه وقال بنبره جاده سانهي الطقوس بنفسي واغلق الباب للابد اهربوا الان قبل فوات الاوان حاولت منعه لكنه دفعني للخروج بعنف وقال هذه فرصتنا الوحيده لا اريد ان تضيع حياتكم بسبب خطا ارتكبناه جميعا اعتنوا بانفسكم وساكون هنا لابقي الشر محبوسا خرجت انا وسارى من القبو والدموع تنهمر من اعيننا وتركنا عماد وحده هناك عندما وصلنا الى خارج القبو سمعنا اصوات صراخ عاليه تملا المكان كان الارواح تهاجم عماد وهو يواصل الطقوس ثم فجاه ساد الهدوء وعادت الاجواء الى طبيعتها نظرنا الى باب القبو المغلق وعلمنا ان عماد قد نجح في اغلاق البوابه لكنه سيبقى هناك حبيث مع الارواح الى الابد مرت ايام ثقيله وكنت اشعر بثقل الذنب في كل لحظه ساره لم تتحدث معي منذ تلك الليله كانت تتهرب من اي محاوله للقاء وكان الحزن قد ابتلعها بالكامل اما انا فكنت استيقظ كل ليله مفزوعا وكانني اسمع صدى صوت عماد من القبو مناديا بالم من بين الظلال حاولت مرارا ان انسى لكن شعورا خفيا كان يتملكني بان الامر لم ينتهي بعد ذات ليلى وبينما كنت اتصفح الكتاب القديم لاحظت شيئا غريبا كان هناك جزء لم الحظه من قبل وكانه مكتوب بحبر خاف او بحروف سريه نظرت عن قرب وبدات اقرا الكلمات التي كانت تقول التضحيه الاولى تغلق البوابه ولكن الارواح تبقى تبحث عن المزيد صدمت مما قرات وكان الكتاب يهمس لي بان التضحيه لم تكن النهايه بل مجرد بدايه لكابوس جديد شعرت بقشعريره تسري في جسدي وكان شيئا سيئا على وشك الحدوث في احدى الليالي وبينما كنت نائما استيقظت على صوت ياتي من القبو صوت لم اسمعه منذ تلك الليله كان صوت عماد لكنه بدا مختلفا كان شيئا ما قد حدث له هرعت الى القبو بحذر وكل خطوه كانت ثقيله كان شيئا يحاول منعي من الوصول عندما فتحت باب الابو وجدت الظلام كثيفا للغايه لا يرى من خلاله اي شيء لكن الصوت كان واضحا كان صوت عماد ردد يقول كلمات غير مفهومه بلغه قديمه شعرت بخوف عميق لكن لم استطع الابتعاد وكان شيئا ما يدفعني نحو الظلام عندها سمعت همسا خلفي كان صوتا لم اكن اتوقع سماعه كان صوت ساره قالت بصوت خافت لم استطع الابتعاد عنك لا استطيع تحمل هذا وحدي نظرت اليها ورايت في عينيها الحزن والخوف وكان انها تعلم شيئا لم اكن اعلمه تقدمنا معا نحو الظلام وسرعان ما اصبحنا محاصرين بظلال غريبه تتحرك حولنا كانت اشكالهم مشوهه واصواتهم تشبه انين المعذبين في تلك اللحظه ادركت ان ما فعلناه لم يكن كافيا وان الارواح كانت ما تزال تبحث عن منفذ لتعود بينما كنا نقترب من عمق القبو شاهدنا عماد يقف هناك لكن مظهره كان غريبا وجهه شاحب وعيناه غائم بدا كانه قد فقد انسانيته كانه اصبح جزء من تلك الارواح الملعونه رفع عينيه نحونا وقال بصوت عميق ومخيف لم يكن هناك خلاص ستبقون هنا للابد تراجعنا بسرعه لكن الظلال احاطت بنا من كل جانب بدانا نسمع اصوات ضحكات غريبه واصوات همسات تعدنا بالعذاب الابدي حاولنا الهروب لكن الطريق كان مسدودا وكان القبو تحول الى متاهه مظلمه بلا نهايه في لحظه من الرعب امسكت ساره بيدي وقالت بصوت متقطع علينا ان نجد طريق لانهاء هذا لا يمكننا ان نستسلم وبدانا نبحث في جيوبنا عن اي شيء قد يساعدنا لكن الظلام كان يتزايد وكان الارواح كانت تستمتع بمعاناتنا في تلك اللحظات الحاسمه كانت الظلال تلتف حولنا كانها تسعى لابتلاع شعرت بيد ساره ترتجف في يدي وكنت اسمع انفاسها المتقطعه بوضوح في تلك اللحظه لمعت في ذهني فكره تذكرت تلك الصفحات في الكتاب التي تتحدث عن كسر اللعنه بذكر اسماء الاحياء كان هذه الارواح تبحث عن ربط بالعالم الخارجي وتستمد قوتها من الخوف الذي نخلقه تمتمت بصوت خافت يجب ان نعيد السيطره الارواح تخاف من القوه الداخليه من تلك الطاقه النابعه من الحياه حاولت استجماع شجاعتي وناديت بصوت مرتفع نحن هنا ل نطرد لن اسمح لكم باخذ ارواحنا بدات الظلال ترتجف وكان يمكنني الشعور بانها تحاول الهروب ولكن شيئا اقوى كان يسيطر عليها هنا ظهرت روح عماد امامنا ولكن هذه المره لم يكن وجهه مشوها او غارقا في الظلام نظر الينا نظره تحمل حزنا عميقا كانه يعتذر عما حدث ثم قال بصوت حزين لقد اخذت روحي لاكون جزءا من هذا الظلام لكن يمكنالاخرى حتى لم يتبقى سوى السكون كان المشهد مؤلما وكان ارواحا كانت توادعنا من بعيد تاركه خلفها اثرا من الحزن والاسى عندما خمدت النيران خرجنا من القبو باجساد متعبه وقلوب مثقله بما مررنا به نظرت الى ساره ووجدت في عينيها بريقا من الراحه الممزوجه بالحزن كنا نعلم ان عماد ضحى بنفسه ليمنحنا فرصه النجاه وانه سيكون جزءا من هذا المكان للابد عندما خرجنا من القبو تلك الليله كان الصمت يلف المكان وكان المنزل باكمله تنفس الصعداء معنا جلست مع ساره في غرفه المعيشه وقد بدت مرهقه وكان سنوات من العذاب قد مرت بها في ليله واحده لا شيء يمكنه ازاله الذكريات التي عشناها او استعاده روح عماد الذي ضحى بحياته من اجل اغلاق ذك الباب الملعون تحدثت ساره بصوت خافت هل تعتقد ان كل شيء قد انتهى نظرت اليها ولم اجد اجابه حقيقيه فحتى الان كان هناك شيء في داخلي يشعرني بان الارواح لن تتركنا بسلام وان التضحيه التي قدمت قد لا تكون كافيه بدانا نحاول استعاده حياتنا تدريجيا لكن الامور لم تكن كما كانت من قبل كلما ابتعدنا عن المنزل كانت هناك احداث الغريبه تلاحقنا سمعنا اصوات همسات خافته في الليل اشياء تتحرك في الظلام وشعور ثقيل بالرهبه يملا المكان كان المنزل مازال يحمل بقايا من تلك الارواح العالقه وفي احدى الليالي استيقضت على صوت خطوات خفيفه فتحت عيني ببطء ووجدت ساره تقف عند باب غرفه القبو المغلق وكانها مسحوره تحدق اليه بنظره شارده اسرعت اليها وهززت برفق وعند نظرت الي كانت عيناها زائغ تين وكانها تحت تاثير قوه خفيه سالتها بصوت منخفض ساره هل انت بخير اجابت بصوت مضطرب لقد سمعت صوت عماد كان يناديني شعرت بقشعريره تسري في جسدي وكان شيئا ما قد عاد مجددا ليطرد انا هل من الممكن ان يكون عماد مازال عالقا بين العوالم ام ان الارواح تحاول استخدام صورته للتواصل معنا مجددا في تلك اللحظه ادركنا ان الامر لم ينتهي وان هناك شيئا اعمق كان يربطنا بهذا المكان بدات اشعر ان التضحيه التي قدمها عماد لم تكن كافيه واننا بحاجه الى فهم اعمق لهذا السر الملعون قررنا ان نعود للبحث في المكتبات القديمه ونتحدث مع الخبراء في المويات كنا بحاجه لمعرفه ما اذا كان هناك شيء اخر يجب علينا فعله لانهاء اللعنه بالكامل وبالفعل علمنا من احد الباحثين ان الطقوس لا تكتمل الا اذا اغلقت الروح الباقيه طواعيه وان التضحيه تحتاج الى قوه اراده لا تتزعزع وفي اخر زياره لنا للمنزل وقفنا عند باب القبو مره اخرى وكنت اشعر بثقل كبير وانا استمع الى صوت انفاسي وانفاسي ساره بجانبي ربما كان علينا مواجهه هذا المصير او فهم التضحيه الحقيقيه التي يجب علينا تقديمها عدنا الى المنزل تصميم اكبر لكن قلبين يملاه الخوف من مواجهه مصير مجهول كيلان يعلم ان هذه الرحله محفوفه بالمخاطر وان علينا تحمل تبعات ما قد نكتشفه في القبر عندما وصلنا الى باب القبر امسكنا بايدينا وتمتم بدعاء قصير طلبا للحمايه ثم فتحنا الباب ببطء المكان بدا مختلفا كان شيئا ما قد تغير منذ اخر مره دخلنا فيها كان الهواء اثقل والرائحه شد اختناق لكن هذه المره كانت هناك همسات خافته تشبه انين المعذبين تقترب منا ثم تبتعد وكانها تلعب معنا تقدمنا ببطء وكل خطوه نخطوها كانت تزيد من شعورنا باننا على وشك كشف سر اكبر وفي نهايه القبو لاحظت شيئا جديدا كان هناك باب صغير يكاد يكون مخفيا بين الجدران وكانه لم يظهر الا عندما اقتربنا نظرت الى ساره وهمست يبدو ان ان هذا الباب هو المفتاح لشيء اعمق ربما الى عالمهم فتحنا الباب حضر ووجدنا انفسنا في ممر ضيق ومظلم يمتد نحو اعماق الارض في نهايه الممر كان هناك نقش قديم وعبارات محفوره بلغه قديمه تتحدث عن البوابه الاخيره وعن روح تحتاج للتحرر كانت العبارات تقول اذا اردت الخلاص عليك ان تطلق سراح من قدم قربانا فهمت حينها ان التضحيه لم تكن كافيه وان روح عماد قد تكون عالقه تطالب بحريتها كانت ساره تبكي بصمت وعيناها تلمعان بالالم وهي تقول علينا مساعدته لا يمكننا تركه هكذا شعرت بتصميم عميق يسيطر علينا واتفقنا ان نحاول ما بوسعنا لانهاء هذا الكابوس تقدمنا نحو النقش وبدانا نتمتم باسماء عماد نناجيه بصوت خاف كاننا نطلب منه العفو والمغفره ونعاهد بتحريره وفجاه شعرت بهزه خفيفه في الارض كان المكان باكمله يستجيب لندائه ظهرت ظلال باهته امامنا ولكن هذه المره لم تكن مشوهه كان طيف عمادي يقف امامنا ملامحه واضحه ونظره العذاب في عينيه قد تلاشت وبدلا منها ظهر بريء من السلام نطق عماد بصوت خافت اخيرا انا حر ثم تلاشى ببطء تاركا وراءه شعورا بالراحه والسكينه وكان القبو باكمله قد تحرر من ظلاله صعدنا الى سطح المنزل ووقفنا نشعر بالسكينه تغمرنا كاننا ازلنا عبء ثقيلا لكن بينما كنا نغادر المكان سمعت همسا بعيدا يقول مازال هناك اسرار لم تكتشفوها بعد ان غادرنا المنزل شعرت وكان حملا ثقيلا قد ازيح عن صدري لكن شعورا غريبا ظل يلازمني كان هناك احساس داخلي بان شيئا ما لا يزال عالقا بين طيات هذا المكان المظلم مرت ايام على مغادرتنا وبدات استعيد حياتي شيئا فشيئا حتى ظهرت لي رساله غريبه على هاتفي دون مصدر واضح كانت الرساله تقول الطريق الى التحرير الكامل لم ينتهي عليك العوده شعرت برجفه غريبه تسري في جسدي فقد بد لي ان هناك من يراقبني عن بعد وربما يواجهني الامر لم اكتشفه بعد تشاورت مع ساره وق قررنا العوده مره اخرى الى المنزل لكن هذه المره كنا مجهزين بكل ما لدينا من ادوات وبطاقات حمايه عندما دخلنا القبو كان المكان اكثر بروده من المعتاد كان الوقت قد تجمد هنا بدانا بتمشيط المكان بحثا عن شيء لم ننتبه له من قبل حتى وصلنا الى نفس الجدار الذي كان يخفي البابا الصغير لاحظت هذه المره دقيقه تظهر تحت ضوء الكشاف كانت خريطه قديمه لمقبره مخفيه اسفل المنزل ادركنا ان المقبره ليست تحت المنزل فقط بل تمتد الى اعماق الارض وتحوي اسرارا اكبر مما كنا نتخيل كان هناك سلم ضيق ينزل الى مستويات اعمق نزلنا بحذر شديد ومع كل خطوه كنا نشعر بتزايد الضغط من حولنا كان الارواح تتجمع لتتر قب ما نحن على وشك اكتشافه في اسفل السلم وجدنا غرفه قديمه محاطه بالتمائم كانت الجدران م بصور مرعبه وجثث قديمه محنط تقف كحراس للاسرار في منتصف الغرفه كان هناك تابوت ضخم مكتوب عليه الحارس الابدي عندما اقتربنا من التابوت بدا يصدر صوت همسات مخيفه وكانها اصوات ارواح محبوسه تنتظر الخلاص فجاه فتح التابوت من تلقاء نفسه وظهر امامنا كائن غريب يبدو كالهيكل العظمي لكنه مغطى باطياب داكنه تلتف حول كالاشباح نطق بصوت عميق قائلا انتم هنا لاكمال التحول لاطلاق الارواح التي قيدت منذ الاف السنين لم افهم ما يقصده في البدايه لكنني ادركت ان المكان باكمل كان محبوسا تحت تعاويذ قديمه كانه سجن قديم للارواح المعذبه اخرجت ساره قلاده وجدناها في البيت وقد بد لي ان الكائن الحارس ينظر اليها برهبه تمتمت ساره بكلمات بدت وكانها قدمت الينا بحدث وفجاه بدات التمائم على الجدران تتوهج بضوء ذهبي واصوات الارواح بدات تملا الغرفه بصيحات حاده كاننا نطلق سراحهم للمره الاولى بعد قرون وبينما كانت الاصوات تتلاشى ببطء اختفى الكائن الغريب واغلقت التوابيت المحيطه شعرنا بان كل شيء قد عاد الى طبيعته وان الارواح قد تم تحريرها اخيرا خرجنا من المنزل