تجارب مرعبة

بيت العجوز الغامض: أسرار من صيف 2005

بقلم:هاجر الجزائر

السلام عليكم،
اليوم سأشارككم قصة حقيقية عشتها شخصيًا، وما زلت أتذكر تفاصيلها رغم مرور السنين. كنت حينها طفلة في الخامسة من العمر، في صيف عام 2005، وكنت أزور جدتي من جهة أبي باستمرار. كانت تسكن في أحد الأحياء العتيقة بولاية وهران، ولن أذكر اسم الحي احترامًا لمقامه وساكنيه.

في كل زيارة، كانت جدتي تصطحبني معها لزيارة إحدى جاراتها العجائز. كان منزل هذه المرأة غريبًا جدًا في نظري كطفلة صغيرة. المنزل شبه فارغ، بدون أبواب للغرف، ولا يحتوي على أثاث سوى أغطية بسيطة متناثرة هنا وهناك. لم يكن لديهم تلفاز أو مذياع، أما المطبخ فكان بدائيًا للغاية: طاولة خشبية، قدر كبير مصدّئ تتوسطه ملعقة خشبية ضخمة، وبعض الأواني الفخارية القديمة نصفها مكسور، ورف مثقوب بدا كأنه لا يحتمل شيئًا.

كانت لرائحة المنزل وقع غريب على نفسي؛ شيء غير مريح أبدًا. إضافة إلى ذلك، كانت هذه المرأة العجوز تنظر إليّ بنظرات غريبة مليئة بالريبة، وكأنها تفكر في أمر غير طبيعي. كان لديها ابنة واحدة، كانت تعاني من مشكلة في إحدى عينيها، وكنت أشعر بنفس النفور منها.

كلما أظهرت خوفي أو انزعاجي، كانت جدتي تأمرني بالهدوء وتطلب مني ألا أتحدث. ومع ذلك، كنت أشعر بشيء غير طبيعي في هذا المنزل. عدت إلى بيتنا بعد عدة زيارات، ومنذ ذلك الحين بدأت تراودني كوابيس متكررة. كنت أرى تلك العجوز في أحلامي، تمارس طقوسًا غريبة بألوان خضراء وأشياء غير مفهومة.

بعد سنتين من تلك الأحداث، سمعنا خبر وفاة العجوز في منزلها. قيل إنها ماتت وحيدة، ولم يكتشف أحد وفاتها إلا بعد مرور فترة طويلة، حيث بدأت جثتها تتحلل. عندما جاءت السلطات لفتح منزلها، كانت الصدمة. وجدوا المنزل في حالة كارثية، ممتلئًا بالقاذورات وأشياء غريبة دفنت في الجدران والأرضيات. تحدث الناس عن عظام وأعمال سحر دفنت هناك.

حاولوا دفنها في المقبرة، لكن قيل إن القبر لم يكن يقبلها، وكلما حاولوا إغلاقه تحطمت الألواح التي كانوا يضعونها فوقه. بعد استشارة بعض الأئمة، قررت السلطات حرق جثتها نظرًا للظروف المحيطة بوفاتها.

أما ابنتها، فقد اختفت ولم يعثروا لها على أي أثر.

ختام القصة
ما عشته كان تجربة لن أنساها أبدًا. لم أكن حينها أفهم كل التفاصيل، لكني كنت أشعر بأن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. أردت مشاركة هذه القصة لأنها حقيقية، ومن واجبنا أن نعتبر ونتعلم من تجارب كهذه.

ملاحظة: القصة قد تبدو غريبة، لكن أحيانًا الواقع أغرب من الخيال. إذا قرأت هذا النص، قل خيرًا أو اصمت، لأن الغرض من السرد ليس سوى العبرة

مقالات ذات صلة

3 تعليقات

  1. أهلاً اخت هاجر،
    ماشاء الله جُمَل القصة كتبت بطريقة متناسقة ومنظمة،
    أحب قراءة مثل هذه القصص وأنجذب
    نحو تفاصيلها..

    بالتوفيق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا
إغلاق
Don`t copy text!
arArabic
Open chat
مرحباً 👋
هل يمكننا مساعدتك؟

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء اغلاق حاجب الاعلانات