لابوبو وبازوزو: بين الأسطورة والواقع


من هما لابوبو وبازوزو؟
لابوبو، كما نعرفها، ليست سوى دمية اشتهرت في الآونة الأخيرة، بينما بازوزو هو كيان أسطوري يُعرف بـ”شيطان الرياح” أو “شيطان الكوارث والأمراض”. يعود أصل بازوزو إلى الحضارات القديمة، كالبابليين والآشوريين، حيث كان يُنظر إليه كقوة خارقة مرتبطة بالدمار. وقد وجدت هذه الأسطورة طريقها إلى حضارات أخرى، كالمصرية، لكن تحت أسماء مختلفة.
الارتباط بين لابوبو وبازوزو
انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي أقاويل تربط بين دمية لابوبو وشيطان بازوزو، مستندة إلى أوجه الشبه في الشكل: الأسنان الحادة، الفم المفتوح، العيون الواسعة، والقرون التي تظهر على رأس الدمية. بعض النظريات ذهبت إلى أن هذه الدمية ليست مجرد لعبة، بل جزء من مؤامرة تستهدف الشرق الأوسط. لكن، عند التدقيق، يتضح أن الأمر أبسط من ذلك بكثير.
أصل دمية لابوبو
لابوبو ليست سوى لعبة عادية اكتسبت شهرتها بفضل مغنية آسيوية ظهرت تحملها خلال إحدى عروضها، مما جعلها محط اهتمام واسع. ظهرت الدمية لأول مرة عام 2015 في فيلم كرتوني لم يحظَ بمتابعة كبيرة بسبب تصميمها المزعج بصريًا. صانع الدمية أشار إلى أنها مستوحاة من كائنات وثنية قديمة، وهي تمثل نسخة مصغرة من وحش أسطوري يحمل اسمًا مشابهًا. ورغم ذلك، لم تكن الدمية تهدف إلى أي غرض شيطاني، بل كانت مجرد منتج تجاري.
الجدل حول لابوبو
فجأة، بدأت تقارير تتحدث عن أحداث غريبة مرتبطة بالدمية. يزعم البعض أنها تصدر أصواتًا ليلية، أو تتحرك داخل المنازل، بل إن هناك من ادعى تعرضهم لخدوش غامضة أو هجمات من الدمية. لكن، يبدو أن الكثير من هذه الروايات قد يكون نتاج خيال الناس أو تأثير الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه خلق قصص مرعبة بسهولة.
في العبادات الوثنية القديمة، كانت الدمى تُستخدم كأوعية للسحر أو لاستدعاء الأرواح. يُعتقد أن الجن أو الأرواح الشريرة قد تسكن هذه الدمى إذا أُجريت طقوس معينة. ومع ذلك، فإن دمية لابوبو ليست الوحيدة التي ارتبطت بهذه الفكرة؛ فهناك دمى أخرى، مثل دمية أنابيل الشهيرة، التي اكتسبت سمعة مشابهة بسبب ارتباطها بالجن.
تجربة أحمد: قصة واقعية
يروي شاب يُدعى أحمد قصة غريبة حدثت معه بعد أن اشترى دمية لابوبو كهدية لابنته الصغيرة. كان أحمد يبحث عن لعبة مميزة في أحد الأسواق المحلية، فجذبته هذه الدمية بتصميمها الغريب. بعد أن أحضرها إلى المنزل، وضعتها ابنته في غرفتها وبدأت تلعب بها يوميًا. لكن، بعد أيام قليلة، بدأت الابنة تشكو من أن الدمية “تتحرك لوحدها” ليلاً. في البداية، اعتقد أحمد أنها مجرد خيالات طفلة صغيرة، لكنه قرر مراقبة الأمر.
في إحدى الليالي، سمع أحمد صوتًا خافتًا يشبه الهمس يأتي من غرفة ابنته. عندما دخل، وجد الدمية موضوعة على الكرسي، بينما كانت ابنته نائمة بعمق. ما أثار استغرابه أن الدمية كانت في مكان مختلف عن المكان الذي تركتها فيه الطفلة قبل النوم. قرر أحمد أخذ الدمية ووضعها في صندوق بالمخزن، لكن في اليوم التالي، وجدها ابنته مرة أخرى في غرفتها. هذا الأمر تكرر عدة مرات، مما أثار الرعب في نفوس العائلة.
استشار أحمد أحد المشايخ الذين نصحوه بالتخلص من الدمية فورًا، مع قراءة آيات من القرآن في المنزل. أحرق أحمد الدمية في مكان بعيد، لكنه لاحظ ظهور رائحة غريبة أثناء الاحتراق، لم تكن تشبه رائحة القماش أو البلاستيك. بعد ذلك، هدأت الأمور في المنزل، لكن ابنته استمرت في الحديث عن “شخص غريب” تراه أحيانًا في أحلامها. مع الالتزام بالرقية الشرعية وقراءة القرآن، اختفت هذه الظواهر تدريجيًا.
الحقيقة وراء الدمى المسكونة
قد تكون بعض الدمى، مثل لابوبو، مجرد ألعاب عادية، لكن في بعض البيوت التي بها “طاقة سلبية” أو سحر، قد تصبح هذه الدمى أوعية محتملة للجن. الأطفال، بطباعهم البريئة، قد يرون أشياء لا يراها الكبار، مما يجعل وجود الدمى في غرفهم أمرًا يحتاج إلى حذر.
هل هناك مؤامرة؟
الدمية لابوبو، رغم أوجه الشبه بينها وبين بازوزو، ليست أكثر من منتج تجاري اشتهر بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. أسعارها المرتفعة، التي قد تتجاوز ألف دولار للنسخ الخاصة، تجعلها سلعة للمهتمين بالغرابة أكثر من كونها شيئًا خارقًا. التشابه مع بازوزو قد يكون مجرد تصميم مستوحى من الأساطير، وليس دليلاً على مؤامرة.
في النهاية، لابوبو ليست سوى دمية، لكن الخوف منها يعكس شغف الناس بالغموض والأساطير. سواء كنت تؤمن بوجود ارتباط بينها وبين بازوزو أم لا، فإن الحذر مطلوب عند التعامل مع الدمى، خاصة في بيئات قد تحمل طاقات سلبية. التزام الإنسان بالدين والقرآن يبقى درعًا واقيًا من أي شر محتمل.