كابوس

ولادة تحت ظلال الغموض

بقلم:هاجر الجزائري

السلام عليكم،

اليوم أود أن أشارككم قصة مرعبة حدثت لوالدتي أثناء ولادتي، وهي قصة حقيقية محفورة في ذاكرتنا العائلية، وتحمل بين طياتها الكثير من الغموض والرعب.كانت أمي حاملًا بي، وفي يوم الولادة، توجهت مع والدي إلى أحد المستشفيات الحكومية القديمة في مدينة وهران. كانت تلك الليلة شديدة الظلام، وكانت أمي تشعر بآلام المخاض تزداد تدريجيًا. عندما وصلت إلى المستشفى، بدا المكان غريبًا ومخيفًا: أروقة طويلة مظلمة، وأصوات غامضة تتردد بين الجدران.تم إدخال أمي إلى غرفة الولادة، وتركت وحدها لفترة بينما انشغل الطاقم الطبي بترتيب أمور أخرى. في تلك اللحظات، شعرت بوجود شيء غير طبيعي في الغرفة. كانت هناك امرأة ترتدي ملابس تقليدية بيضاء تقف بجانب السرير وتنظر إليها بابتسامة باردة. لم تنطق بكلمة، ولكن عينيها كانتا تلمعان بشكل غريب في الظلام.ظنت أمي في البداية أنها ممرضة، لكنها لاحظت أن المرأة لا تحمل أي أدوات طبية ولا ترتدي زي المستشفى الرسمي. بدأت أمي تشعر بالخوف عندما لاحظت أن المرأة تتحرك بهدوء غير طبيعي، وكأنها تطفو بدلًا من المشي.ثم فجأة، همست المرأة بصوت عميق: “هذه الليلة ليست لابنتك فقط، بل لنا أيضًا.” قبل أن تفهم أمي ما تعنيه هذه الكلمات، اختفت المرأة فجأة من الغرفة وكأنها لم تكن موجودة.في تلك اللحظة، دخلت الممرضة الحقيقية، وبدأت عملية الولادة. لكن أمي كانت تشعر بأن شيئًا ما يراقبها، وأن الغرفة مشحونة بطاقة غريبة. بعد ولادتي، أخبرت أمي الطاقم الطبي بما حدث، لكنهم لم يصدقوها، معتبرين أنها مجرد هلوسات ناتجة عن الألم والضغط.مرت السنوات، وكبرت وأنا أسمع القصة مرارًا وتكرارًا من والدتي. لكنها لم تكن مجرد قصة عابرة، فقد ظل الحادث محفورًا في ذاكرة العائلة، وكانت أمي دائمًا تذكرنا بأن العالم مليء بأسرار قد لا نستطيع فهمها.

ختام القصة:

ليست كل القصص تملك تفسيرًا منطقيًا، لكن ما حدث تلك الليلة يبقى ذكرى مروعة ودليلًا على أن هناك أشياء في هذا العالم لا تزال مخفية عن أعين البشر.

Exit mobile version