عالم درما الرعب

مسلسل عايشين معانا


هل تخيلت يومًا أن جيرانك الجدد ليسوا بشرًا، بل عائلة كاملة من الجن قررت أن تعيش بيننا وكأن الأمر عادي؟ هذه الفكرة الغريبة واللطيفة في آن، هي ما يقدمه المسلسل السعودي الكوميدي الجديد عايشين معانا”، عمل يحمل جرعة من الخيال الممزوج بالضحك، ويعيد تعريف مفهوم الكوميديا الخليجية من زاوية غير مألوفة.

فكرة تكسر المعتاد

عادةً ما تظهر قصص “الجن” في أعمال الرعب أو التشويق، لكن هنا يقرر صُنّاع العمل كسر القاعدة. نتعرّف على “عائلة الجنيد”: الأب “جني”، الأم “جنية”، والابنان “مارد” و”سعد”. يقرر الأب أن يترك عالمه الغامض وينتقل بأسرته إلى حي بالرياض ليعيشوا كعائلة طبيعية وسط البشر. بالطبع، هذا القرار لا يمر مرور الكرام، فمحاولاتهم لفهم تفاصيل حياتنا اليومية تتحول إلى سلسلة لا تنتهي من المواقف المضحكة.

تخيل عائلة لديها قوى خارقة تحاول طهي كبسة سعودية أو فهم فكرة “زحمة الرياض”! أو أم تستعمل السحر لتسريع شغل البيت فتنقلب غرفة المعيشة إلى غابة صغيرة. هذه المواقف ليست مجرد نكات عابرة، بل طريقة ذكية للسخرية من عاداتنا ونظرتنا لأنفسنا.

شخصيات قريبة من القلب

  • الأب “جني (خالد صقر): يحاول بجدية أن يقود أسرته ويخفي حقيقتهم، لكنه ينتهي دائمًا في ورطات طريفة، مثل محاولة إصلاح مكيف باستخدام السحر فينفجر بدل أن يعمل.
  • الأم “جنية (فاطمة الشريف): الأم الحنونة التي تحاول الاندماج، لكنها لا تكف عن استخدام السحر لحل أزمات بسيطة، فتتسبب في مشاكل أكبر.
  • الابن “مارد: مراهق يستغل قواه السحرية للهروب من الواجبات المدرسية، فيورط نفسه مع المعلمين وأصدقائه.
  • الابن “سعد: الأصغر سنًا، يكتشف فكرة الحب على طريقته الخاصة، فيتحول كل مشهد رومانسي يحاول تقليده إلى كارثة مضحكة.

أما الجيران البشر فهم مرآة للمجتمع: جار فضولي، ربة منزل تحشر نفسها في كل شيء، وزملاء عمل لا يفهمون غرابة “جني” لكنهم يتعاملون معها كجزء من طبيعته.

كوميديا تعكس واقعنا

ما يميز “عايشين معانا” أنه لا يكتفي بإضحاكك، بل يجعلك ترى حياتك اليومية من منظور جديد. لماذا نصرّ على عادات متعبّة؟ لماذا نختلق تعقيدات في تفاصيل صغيرة؟ المسلسل يعرض هذه الظواهر بروح ساخرة، لكن بلمسة محبة تجعل المشاهد يضحك على نفسه بدل أن ينزعج.

إنتاج بطموح عالمي

المسلسل من إخراج أحمد الشريف، ويوازن بين الخيال والمؤثرات البصرية دون مبالغة. النصوص كتبتها مجموعة من الشباب، فجاءت الحوارات طازجة وطريفة، مليئة بإشارات من الثقافة المحلية تجعل الجمهور يشعر أن العمل يخصه هو بالذات. ومع إنتاج ضخم ودعم من منصة “شاهد الأصلية”، يبدو واضحًا أن المسلسل صُمم ليكون تجربة مختلفة على مستوى الشكل والمضمون.

لماذا يستحق المشاهدة؟

لأنه يجمع العائلة كلها حول الضحك، وفي نفس الوقت يمرر رسالة عن التسامح وتقبل الاختلاف. هو عمل يعيد تقديم الدراما الخليجية بخيال مدهش، لكنه واقعي في روحه وقريب من الناس.

باختصار، “عايشين معانا” ليس مجرد مسلسل… بل دعوة لأن ننظر إلى حياتنا بعين جديدة: أحيانًا غريبة، أحيانًا ساخرة، لكنها دائمًا مليئة بالمرح.

فهل أنت مستعد أن تطرق عائلة من الجن بابك يومًا ما؟ 😉

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page

arArabic

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء اغلاق حاجب الاعلانات