من أبرز المسلسلات السعودية التي دمجت بين الرعب والدراما الاجتماعية بطريقة مميزة. استطاع المسلسل جذب اهتمام الجمهور بفضل قصته الفريدة، التي تركز على عالم الجن والسحر، وهو موضوع نادر في الدراما العربية. صدر الجزء الأول عام 2019، تلاه الجزء الثاني عام 2023، وكلاهما حققا نسب مشاهدة عالية وأثارا جدلًا واسعًا بين محبي هذا النوع من الأعمال.

الجزء الأول: بداية قوية وحبكة غامضة

• القصة والحبكة:
  يدور الجزء الأول حول جمعان، رجل فقير يكتشف أن منزله مسكون بجنية تدعى فلوة، التي تتحكم في حياته بشكل غامض. يتعرض جمعان لأحداث خارقة للطبيعة، حيث يصبح أسيرًا لعالم من الرعب، مما يجبره على اتخاذ قرارات تغير حياته تمامًا. المسلسل يطرح تساؤلات حول الطمع، العواقب المجهولة، وتأثير القوى غير المرئية على حياة البشر.
• الأداء التمثيلي:
  قدم الفنان فيصل العميري أداءً استثنائيًا في دور جمعان، حيث أبدع في تجسيد شخصية الرجل المسكين الذي يتحول إلى شخص مسكون، يعاني من الصراعات الداخلية والخارجية. كما تألقت الممثلة ريم عبدالله في دور فلوة، مضيفة لمسة من الغموض والسحر إلى الشخصية.
• الإخراج والتصوير:
  يتميز الجزء الأول بإخراج متقن يعكس أجواء الرعب والغموض، حيث استخدمت الإضاءة المظلمة والموسيقى التصويرية المشحونة بالتوتر لخلق إحساس بالخوف والتشويق. كما أن المشاهد التي تصور التواصل بين الإنسان والجن نفذت بشكل رائع دون مبالغة.
• التأثير والجماهيرية:
  نال الجزء الأول إعجاب الجمهور العربي بسبب قصته الفريدة وأجوائه المشحونة بالتشويق، ولكنه أثار بعض الانتقادات بسبب بعض الثغرات في السيناريو والمبالغة في بعض المشاهد.

الجزء الثاني: تعقيد القصة وزيادة التشويق

• تطور الحبكة:
  يستمر الجزء الثاني في استكشاف علاقة جمعان وفلوة، لكن مع تطورات أكثر سوداوية وتعقيدًا. تظهر شخصيات جديدة، وتتعالى الصراعات بين البشر والجن، مما يزيد من جرعة الرعب والإثارة. الحبكة تصبح أكثر تشابكًا مع كشف المزيد من الأسرار المتعلقة بحياة فلوة وقوى أخرى تتدخل في حياة جمعان.
• الشخصيات الجديدة والتطوير الدرامي:
  شهد الجزء الثاني إدخال شخصيات جديدة أثرت القصة وأضافت مزيدًا من التشويق، كما تم تعميق أبعاد الشخصيات الأساسية، مما جعلها أكثر واقعية وتأثيرًا.
• التصوير والمؤثرات:
  تحسن التصوير والإخراج في هذا الجزء، مع استخدام مؤثرات بصرية أكثر تطورًا لتجسيد عالم الجن بطريقة أكثر إقناعًا، كما أن المشاهد الليلية والموسيقى التصويرية ساعدت في تعزيز أجواء الغموض والرعب.
• الانتقادات والملاحظات:
  رغم نجاح الجزء الثاني في الحفاظ على عنصر التشويق، إلا أن بعض المتابعين رأوا أن القصة أصبحت أكثر تعقيدًا مما ينبغي، حيث ظهرت بعض الأحداث غير المبررة التي جعلت الحبكة أقل واقعية في بعض اللحظات.

التقييم العام

الخاتمة: هل يستحق المشاهدة؟

إذا كنت من عشاق الرعب والغموض، فإن “عندما يكتمل القمر” هو خيار ممتاز، خاصة وأنه يقدم تجربة درامية مختلفة عن المعتاد في الدراما العربية.

• الجزء الأول يُعتبر الأكثر تماسكًا من حيث القصة والأحداث.
• الجزء الثاني يعمّق القصة ويضيف مزيدًا من الغموض، لكنه قد يكون أكثر تعقيدًا بالنسبة للبعض.

بشكل عام، المسلسل تجربة مميزة تستحق المشاهدة لمحبي الرعب والإثارة، وهو عمل نادر في الدراما الخليجية استطاع أن يترك بصمة قوية في هذا النوع من الأعمال.