تجارب مرعبة
أخر الأخبار

الظل الذي لم يغادر

رجل الظلال

بقلم:صالحاني

الظل الذي لم يغادر

كانت الرياح تعوي عواء الذىب في ليلة باردة خارج النافذة الخشبية العتيقة، تحمل معها صرخات غامضة كأنها صادرة من عالم آخر. سارة، الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين، كانت تجلس بمفردها في منزل جدها الريفي الذي ورثته بعد وفاته. المنزل كان كبيرًا، مليئًا بالغرف المظلمة والممرات المتعرجة التي لم تكن تتذكرها من زياراتها القليلة في طفولتها.

بدأت سارة تشعر بالقلق منذ الليلة الأولى. كانت تسمع أصوات خطوات خفيفة في الطابق العلوي، وكأن شخصًا ما يتجول في الغرف الفارغة. لكنها كانت تبرر ذلك بأنها مجرد خشب المنزل القديم الذي يتأقلم مع التغيرات الجوية.

في الليلة الثالثة، استيقظت سارة على صوت خدش قوي على باب غرفتها. نظرت إلى الساعة، كانت تشير إلى الثالثة صباحًا. قلبها بدأ ينبض بسرعة، لكنها حاولت إقناع نفسها بأنه ربما حيوان تسلل إلى المنزل. أمسكت بمصباحها اليدوي وفتحت الباب ببطء، لكنها لم تجد شيئًا.

عندما عادت إلى سريرها، لاحظت شيئًا غريبًا: ظل طويل يمتد من زاوية الغرفة، وكأنه يراقبها. حاولت تجاهله، لكنها لم تستطع النوم. في الصباح، قررت استكشاف الطابق العلوي.


الطابق العلوي

صعدت سارة السلالم الخشبية التي تصدر أصواتًا مع كل خطوة. الغرف في الطابق العلوي كانت مغلقة منذ سنوات، والغبار يغطي كل شيء. فتحت أول باب واجهته، وكانت غرفة فارغة باستثناء مرآة كبيرة مغطاة بقطعة قماش سوداء.

شعرت سارة بفضول غريب، فقامت بكشف المرآة. انعكاسها ظهر واضحًا، لكنها لاحظت شيئًا غريبًا: ظلًا خلفها في المرآة لم يكن موجودًا في الواقع. التفتت سارة بسرعة، لكن الغرفة كانت فارغة. عندما نظرت إلى المرآة مرة أخرى، كان الظل قد اختفى.

بدأت سارة تشعر بالرعب، لكنها لم تستطع التوقف. فتحت غرفة أخرى، وهذه المرة وجدت صندوقًا خشبيًا قديمًا. عندما فتحته، وجدت مجموعة من الصور القديمة لجدها وأشخاص لم تتعرف عليهم. في إحدى الصور، كان هناك رجل طويل القامة بملابس سوداء، لكن وجهه كان غير واضح.


الظل يتحرك

في الليلة التالية، سمعت سارة صوتًا يناديها من الطابق العلوي. كان الصوت خافتًا، لكنه واضح: “سارة… تعالي إلى هنا.” رغم خوفها، شعرت بقوة غريبة تجذبها نحو الصوت. صعدت السلالم مرة أخرى، ووجدت نفسها أمام المرآة.

هذه المرة، كان الظل واضحًا في المرآة. كان رجلاً طويل القامة بملابس سوداء، تمامًا كما في الصورة. ابتسم لها بابتسامة شريرة، ثم بدأ يخرج من المرآة ببطء. حاولت سارة الهروب، لكن قدميها كانتا مثبتتين في مكانهما.

عندما اقترب الظل منها، شعرت ببرودة قارصة تخترق جسدها. همس في أذنها: “لقد انتظرتك طويلًا.” ثم اختفى فجأة، تاركًا سارة مرتعشة في الظلام.


الحقيقة المروعة

في اليوم التالي، قررت سارة البحث في أوراق جدها القديمة. وجدت مذكرات تتحدث عن رجل غامض كان يزور المنزل منذ عقود. كان الرجل يُدعى “السيد أسود”، وكان الناس في القرية يعتقدون أنه شيطان يتجسد في هيئة بشرية. جدها كان قد عقد صفقة معه لضمان ثروة العائلة، لكن الثمن كان روح أحد أحفاده.

أدركت سارة أنها الضحية المختارة. حاولت الهروب من المنزل، لكنها وجدت الأبواب والنوافذ مغلقة بقوة خارقة. في الليل، عاد الظل، وهذه المرة كان يحمل سكينًا كبيرًا. قالت سارة بصوت مرتجف: “ما الذي تريده مني؟” أجاب الظل: “لقد حان وقت الدفع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا
إغلاق
Don`t copy text!
arArabic
Open chat
مرحباً 👋
هل يمكننا مساعدتك؟

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء اغلاق حاجب الاعلانات