تجارب مرعبة

الدرك ويب لعنة الصدفة

بقلم:احمد بن يمان

اسمي سالم، أبلغ من العمر 19 عامًا، ولا أمتلك العديد من الأصدقاء. أعاني من مشاكل كثيرة في الحب والصداقة، حيث تشكّل العلاقات الاجتماعية عائقًا كبيرًا لي. دائمًا أشعر أنني مختلف عن الأشخاص من حولي ولا أستطيع التحدث مع الآخرين بسهولة. غالبًا ما تنتهي محاولاتي بالتخلي عن التواصل معهم أو بانقطاعه تمامًا.  أقضي أغلب وقتي في المنزل، وأحيانًا أذهب إلى ملعب كرة السلة القريب من منزلي، لكن حتى هناك أجد نفسي وحيدًا. الشيء الوحيد الذي كان يساعدني قليلاً هو مواقع التواصل الاجتماعي؛ كنت أدخل إليها وأتكلم مع بعض الأشخاص. مع ذلك، أي علاقة أبدأها تنتهي سريعًا؛ إذ غالبًا ما أقطع التواصل قبل أن تتطور.  في أحد الأيام، بينما كنت أتصفح مواقع التواصل، صادفت مقطعًا يتحدث عن الديب ويب. أثار المقطع فضولي قليلًا، لكنني لم أشاهده حينها. بصراحة، حياتي كانت فارغة تمامًا؛ مجرد روتين ممل: أستيقظ في الصباح، أذهب إلى المدرسة، أعود إلى المنزل، ألعب كرة السلة، ثم أعود مجددًا للمنزل وأتصفح هاتفي حتى يحين وقت النوم. أكرر هذا الروتين يومًا بعد يوم حتى بدأت أكره حياتي وأشعر بالإرهاق النفسي.  ما زاد الأمور سوءًا هو أنني لم أكن أتحدث مع أحد. انفصل والداي منذ سنوات، وأنا أعيش مع والدي الذي يقضي معظم وقته في العمل. عندما يعود إلى المنزل، بالكاد نتبادل بضع كلمات. استمرت الأيام على هذا المنوال حتى وجدت مقطعًا آخر عن الديب ويب. هذه المرة، قررت الدخول. لم أكن أعلم حينها أن هذا العالم قد يحمل أمورًا بشعة.  كنت فقط أدخل إلى موقع واحد للتحدث مع مجموعة من الأشخاص. مرت خمسة أشهر وأنا أتحدث معهم يوميًا. كان هناك شخص واحد من بينهم أصبح قريبًا مني جدًا؛ كنا نتحدث طوال الوقت تقريبًا، قبل المدرسة وبعدها، وأحيانًا خلال وقت الفراغ. السبب الذي جعلني أرتاح له هو أنه كان لطيفًا للغاية ودائمًا ما يرسل لي مقاطع مضحكة تنسيني وحدتي.  لكن كل شيء تغير في أحد الأيام عندما أرسل لي رسالة يقول فيها: “مرحبًا”. أجبته: “مرحبًا”. ثم قال: “وجدت شيئًا رائعًا”، وأرفق رسالة تحتوي على رابط. عندما فتحت الرابط، وجدت بثًا مباشرًا. كانت هناك امرأة مربوطة من يديها وفمها مغلق بشريط لاصق، وجهها كان مليئًا بالكدمات والجروح، وكانت تحاول الصراخ من تحت الشريط لكن صوتها كان مكتومًا.  في اللحظة التي رأيت فيها هذا المشهد شعرت أن قلبي سيتوقف. أغلقت البث فورًا، لكن لم أعد أتحكم في أي شيء على حاسوبي. بدأت الفأرة تتحرك من تلقاء نفسها وفتح الرابط من جديد. عاد البث وعاد نفس المشهد. فجأة، ظهر شخص مجهول يرتدي كيسًا ورقيًا على رأسه مع ثقب واحد على مستوى عينه اليسرى. أدار الكاميرا ليكشف طاولة عليها أربعة أدوات: منشار، مسدس، مقص، وسكين صغير.  تحدث ذلك الشخص بصوت هادئ وغريب طالبًا من المشاهدين أن يختاروا أداة. انهالت التعليقات، واختار الأغلبية المقص والسكين. أخذ المقص وبدأ يحلق شعر المرأة أمام الكاميرا. انتهى من ذلك، ثم طلب مرة أخرى من المشاهدين الاختيار. هذه المرة، اختار الجميع المسدس. حمله ووضعه على رأس المرأة.  كانت ملامحها تعكس خوفًا رهيبًا، عيناها تمتلئان بالدموع وصوتها يصرخ مكتومًا. في هذه اللحظة تحديدًا استطعت التحكم بالفأرة وأغلقت البث، لكن ما حدث بعد ذلك كان أسوأ. الفأرة عادت للتحرك وحدها وفتح البث مرة أخرى.  عاد نفس الشخص أمام الكاميرا، ولكن هذه المرة كان خلفه صندوق حديدي كبير مملوء بالماء. سمعت صوت فتاة صغيرة تبكي بحرقة. كان صوتها مختلفًا عن صوت المرأة الأولى، بدا وكأنها طفلة صغيرة. طلب ذلك الشخص من المشاهدين الاختيار بين ثلاث أدوات: الصندوق المملوء بالماء، مسدس يطلق النار، أو مضرب بيسبول.  انقسمت الآراء بين الماء والمسدس. قال بصوت بارد: “حسنًا، لا بأس. سأستخدمهما معًا”. أشعل مسدس فوق الماء حتى بدأ يغلي. استدعى شخصًا آخر كان يرتدي نفس الملابس، وحمل المرأة الأولى وألقيا بها في الصندوق. غرقت الغرفة في ظلام دامس، ولم يكن يُسمع سوى صراخها. صراخ امتد لدقيقتين كاملتين حتى صمتت فجأة.  عندما عادت الإضاءة، رأيت يدها محترقة ممدودة من الصندوق وشخصين يقفان هناك ببرود. استطعت أخيرًا إطفاء حاسوبي، لكن شيئًا تغير داخليًا.  هل تعرفون ما هي الخطوط الحقيقية للديب ويب؟ ليست المشاهد المرعبة، ولا الاكتئاب الذي شعرت به لاحقًا، بل ذلك الشعور الغريب الذي اجتاحني. شعرت بالمتعة. نعم، شعرت بشعور جميل لدرجة أنني عدت في اليوم التالي، وكل يوم بعد ذلك كنت أعود لمشاهدة المزيد. أصبحت مدمنًا على هذه البثوث، على مشاهد التعذيب والعنف.  مع الوقت، بدأ صوت غريب يتردد في رأسي: “لو كنت مكانهم، كنت ستستمتع أكثر”. وبدأت أستجيب. كنت أجمع الحيوانات من الشوارع، أعذبها وأستمتع بصراخها. لكن الأمر لم يتوقف هناك. كنت دائمًا أريد المزيد—المزيد من الألم، المزيد من الصراخ.  حتى جاءت تلك الأفكار. أفكار مروعة لا أجرؤ على ذكرها. نصيحتي لك: لا تدخل الديب ويب. لا تدعه يفتح ذلك الباب المظلم في داخلك، لأنك قد لا تستطيع إغلاقه أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا
إغلاق
Don`t copy text!
arArabic
Open chat
مرحباً 👋
هل يمكننا مساعدتك؟

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء اغلاق حاجب الاعلانات